تخيل ..
في رحلة سفاري لاستكشاف مجاهل إفريقيا ، تقف تتأمل قطيعا من الغزال البري ..الجو حار هنا .. فأنت تعلم أنك تقف في حدود خط الاستواء ..
تنتصف الشمس في كبد السماء ..
يتصبب منك العرق .. يكاد لعابك يجف من فرط الحرارة ..
هنا .. يأتيك أحدهم بمشروب مثلج من الكولا .. تمسك بالزجاجة .. تتحسس برودتها بين يديك .. ترفعها لتلاقي شفتيك .. لتذوب في تجربة لذيذة من الانتعاش .
إن كنت قد تخيلت هذا الموقف بشكل دقيق ، فلربما تجد أن لعابك قد ازداد ، أو لعلك تفكر الآن في مدى حاجتك لإعداد مشروبك المفضل .
تسمى قدرة العقل البشري على نسج أحداث من وحي الخيال والتفاعل معها وكأنها حقائق بـ “ التصور “ أو ( Autogenics ) . تستعمل هذه التقنية في تدريب لاعبي الأوليمبياد .. فاللاعب لا يخضع فقط للتدريب البدني بل يمر أيضا بسلسلة من التدريبات الشاقة والمكثفة من التخيل والتصور ، بحيث أن اللاعب بعد اتمام تدريباته لمباراته المقبلة .. يقوم مجموعة من المختصين بمساعدة اللاعب على تصور – افتراضي – لمباراته المستقبليه .. فيشرع بصنع مجموعة من التحديات – في ذهنه – ثم يتأملها .. ويستجيب لها كأنها حقيقة .. حتى إذا واجهها في مبارته المستقبلية .. تعامل معها وكأنها مألوفة لديه .. وكأنه مر بها من قبل .. الأمر - صدقني - أشبه بآلة الزمن .
في التاريخ الإسلامي .. كان هناك مدرسة خاصة بالتصور .. كانت تسمى بمدرسة “ التّوَهُّم “ أنشأها الحارث بن أسد المحاسبي - أحد أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري – حيث كانت تعتمد على تخيل الفرد لأهوال يوم القيامة ونعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار .. وفقا لما جاء في القرآن الكريم .. حتى إذا استشعر المرء أنها حقيقة .. شرع سلوكه يتغير وأخلاقه تتعدل .. وإلى الآن تستطيع الإفاده من هذه المدرسة إن بحثت عن كتاب التوهم للمحاسبي .
أنت أيضا يمكنك الإستفادة من هذه القدرة العجيبة .. يمكنك أن تتخيل أمرا في ماضيك أو مستقبلك حتى إذا تكرر حدوثه اختلفت ردة فعلك وكأنك مررت به من قبل .
مثال :
في المستقبل وحينما يتكرر الموقف الذي تخيلة .. أو حينما يحدث الأمر الذي ابتكرته وتصورته .. لن تكون ردة فعلا أبدا كما عهدتها من قبل ، لا أقول أنك ستتحول 180 درجة .. فهذا محال خاصة في البداية .. إلا أنك حقا ستشعر بالإختلاف .
تستطيع أن تستعمل هذه التقنية في تخيل العديد من المواقف المستقبلية .. مثلا :
صديقي .. جرب .. وأرسل لي أخبار نجاحك .. خذ هذه التدوينة على محمل الجد .. صدقني الأمر يستحق .
* [ الصورة من: Flickr ]
في رحلة سفاري لاستكشاف مجاهل إفريقيا ، تقف تتأمل قطيعا من الغزال البري ..الجو حار هنا .. فأنت تعلم أنك تقف في حدود خط الاستواء ..
تنتصف الشمس في كبد السماء ..
يتصبب منك العرق .. يكاد لعابك يجف من فرط الحرارة ..
هنا .. يأتيك أحدهم بمشروب مثلج من الكولا .. تمسك بالزجاجة .. تتحسس برودتها بين يديك .. ترفعها لتلاقي شفتيك .. لتذوب في تجربة لذيذة من الانتعاش .
إن كنت قد تخيلت هذا الموقف بشكل دقيق ، فلربما تجد أن لعابك قد ازداد ، أو لعلك تفكر الآن في مدى حاجتك لإعداد مشروبك المفضل .
تسمى قدرة العقل البشري على نسج أحداث من وحي الخيال والتفاعل معها وكأنها حقائق بـ “ التصور “ أو ( Autogenics ) . تستعمل هذه التقنية في تدريب لاعبي الأوليمبياد .. فاللاعب لا يخضع فقط للتدريب البدني بل يمر أيضا بسلسلة من التدريبات الشاقة والمكثفة من التخيل والتصور ، بحيث أن اللاعب بعد اتمام تدريباته لمباراته المقبلة .. يقوم مجموعة من المختصين بمساعدة اللاعب على تصور – افتراضي – لمباراته المستقبليه .. فيشرع بصنع مجموعة من التحديات – في ذهنه – ثم يتأملها .. ويستجيب لها كأنها حقيقة .. حتى إذا واجهها في مبارته المستقبلية .. تعامل معها وكأنها مألوفة لديه .. وكأنه مر بها من قبل .. الأمر - صدقني - أشبه بآلة الزمن .
في التاريخ الإسلامي .. كان هناك مدرسة خاصة بالتصور .. كانت تسمى بمدرسة “ التّوَهُّم “ أنشأها الحارث بن أسد المحاسبي - أحد أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري – حيث كانت تعتمد على تخيل الفرد لأهوال يوم القيامة ونعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار .. وفقا لما جاء في القرآن الكريم .. حتى إذا استشعر المرء أنها حقيقة .. شرع سلوكه يتغير وأخلاقه تتعدل .. وإلى الآن تستطيع الإفاده من هذه المدرسة إن بحثت عن كتاب التوهم للمحاسبي .
أنت أيضا يمكنك الإستفادة من هذه القدرة العجيبة .. يمكنك أن تتخيل أمرا في ماضيك أو مستقبلك حتى إذا تكرر حدوثه اختلفت ردة فعلك وكأنك مررت به من قبل .
مثال :
- اجلس في مكان هادئ .
- انس كل ما حولك ، ومن حولك .
- تنفس بعمق وسلاسة للوصول إلى حالة من الاسترخاء .
- أغمض عينيك .. وتخيل ..
- الآن .. تذكر خلافا قديما مع صديق أو شريك الحياة .. ثم ابدأ – في خيالك – بمراقبة ذاتك
سل نفسك .. وتأمل ..
- كيف كان مستوى الحوار ..
- كيف كانت تعبيرات وجهك ؟
- نبرة وحدة صوتك ..
- ألفاظك وعباراتك ..
- مدى انفعالاتك الداخلية ..
في المستقبل وحينما يتكرر الموقف الذي تخيلة .. أو حينما يحدث الأمر الذي ابتكرته وتصورته .. لن تكون ردة فعلا أبدا كما عهدتها من قبل ، لا أقول أنك ستتحول 180 درجة .. فهذا محال خاصة في البداية .. إلا أنك حقا ستشعر بالإختلاف .
تستطيع أن تستعمل هذه التقنية في تخيل العديد من المواقف المستقبلية .. مثلا :
- اجتياز المقابلة الشخصية ، في حالة التقدم لوظيفة .
- التقدم للخطبة .
- أول ليلة أو لقاء مع شريك الحياة.
- مشادة تتوقعها مع أحدهم .
- اختبارك الشفهي ، إن كنت في إحدى الكليات العملية .
صديقي .. جرب .. وأرسل لي أخبار نجاحك .. خذ هذه التدوينة على محمل الجد .. صدقني الأمر يستحق .
* [ الصورة من: Flickr ]
أنا جربت ... والصراحة هي مفيدة في حاجات كتير ومنها انها تخليك تتعامل مع الموقف بطريقة افضل وأحسن وكأن الموقف حصلك قبل كده
ردحذفجزاك الله خيرا يا دكتور وانا معجبة جدا بيك لأنك بتفدني كثير بس المشكلة الوحيدة اني مش لاقية وقت أجلس فيه مع نفسي عشان أتخيل المواقف كل ما بزعل بتخيل نفسي اني معاك وبشتكي لك وانت بترد علية ربنا يحميك وينصرك ويجعلني افتخر بيك في الدنيا والآخره
ردحذفMostafa
ردحذفسعيد لأنك جربت .. وسعيد أكثر لكونك شاركت معنا تجربتك .. أهلا بك دائما .
غير معرف ..
أمي الحبيبة كنت ومازلت دائمادافعي لكل نجاح أسأل الله أن يطوي أيام الغربة ويمجعنا على خير .. أستودعك الله .