التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بين البصر والبصيرة

قليلة تلك اللحظات التي يخلو فيها أحدنا مع نفسه وروحه ، يتأمل .. يدقق النظر .. باحثا عما ألم بها من عطب ليقومه ، وما أصابها من الداء ليداويه وحينما يتملك أحدهم متاعا من متاع الدنيا كسيارة أو منزل تراه دائب الرعاية لمتاعه فتارة يجدد أثاث بيته وأخرى يرمم حوائطه وثانية تنتشر يده الدائبة تزيل ما ألم به من اتساخ وتعيد له جماله وبهاءه .

لأن جمالك ينبع من داخلك  



غير أننا وفي غمرة الأحداث المتسارعة وزحام المشاغل وصخب الحياة ننسى أو نتناسى الجلوس إلى هذه النفس فنرمم جدرانها ونزيل ما ألم بها من خراب .

إن أهمية هذه اللحظات - لحظات التأمل – أن يستشرف الفرد مستقبله على بصيرة فيعد في يومه ما يرجو أن يقابله في غده  ، أهميتها تكمن في أنك وبعد فترة تطول أو تقصر تصل إلى ما نسميه في علوم القيادة والإدارة بـ “ الرؤيـة “ وهي مجموع الأهداف التي ينوي الفرد تحقيقها والتي وبعد عمر تحدد مصيره وطريقه .

ذلك لأنه حين خلقنا الله وبث فينا من روحه وأنعم علينا بالوجود ميزنا – سبحانه - عن سائر خلقه بنعمة “ العقل “ وفضيلة “ الإراده “ ولو أن أحدهم ارتضى لنفسه أن تكون رسالته التنقل بين الطعام والشراب وإنجاب الأولاد فإنه يجب علينا التساؤل : ما الذي يفرقه إذا عن الأنعام ؟ 

وهنا تسأل نفسك .. في تأمل وخشوع .. ماذا تريد من دنياك ؟ وكيف ترى مصيرك ؟

ما الرسالة التي ارتأيت لنفسك أن تنتهجها في محياك ؟
ما المناقب التي تود أن يذكرك بها الناس بعد الممات ؟
ما العدة التي أعددتها لتقابل بها مولاك ؟

اجلس بمفردك .. اختلي بنفسك .. أغلق هاتفك .. ثم أطلق لخيالك العنان ..

كيف تريد حياتك بعد 10 سنوات من الآن ؟

ترى ؟ ما ستكون هيئتك ؟ ملبسك ؟ 

كيف تربي ولدك .. وعلى ماذا تنشئه ؟

يعد 10 سنوات .. ترى كيف تريد أن تكون علاقتك مع الله ؟ هل حددت أهدافا لتزيد قربك منه ؟ ربما تفكر في حفظ بعض من سور القرآن .. ربما تضع خطة للتواصل مع الأرحام .

بعد 10 سنوات .. كيف ستكون صحتك ؟ لم لا تلتحق بناد رياضي - أو لعلك إن لم تجد الوقت أو المال ، لعلك تمارس الرياضة في منزلك – لم لا تضع خطة لمراجعة الطبيب كل 6 أشهر  حتى وإن لم تكن مريضا ؟

ثم كيف تريد أن تكون علاقتك مع زوجك / زوجتك .. إلى متى التخاصم .. إلى متى العناد .. متى تشكريه – بصدق – على معروف صنعه ، ومتى تهديها هدية وتفصح لها أنك تحبها ؟ لم يتساهل البعض بهذه الكلمة “ في الحرام “ ونستثقلها نحن " في الحلال " ؟

في لحظات خلوتك بنفسك .. وما أقلها من لحظات مباركات .. تأمل .. وتعهد نفسك بما ينفع ولتنوي أن تدفع عنها ما يضر ..

ومع تكرار الخلوات .. وانتقال الخواطر من سجن العقول إلى واقع الحياة .. لابد أن ترتقي .. وتحقق ما تمنيت من طيب العيش وكرامة الحياة .. 

سيكون .. نعم سيكون هذا ولو وبعد حين .. ولتذكر دوما أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

تعليقات

  1. اللهم ارزقنا العلم والحلم واحفظ علمائنا واجعل دكتور محمد كمال من علمائنا يارب العالمين مشكككككككككككككور يا دكتور على كل ما تفيدنا به والله يجعله في ميزان حسناتك

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أ ، ب سكر ـ الجزء الأول

مابين الكربوهيدرات والبروتين والدهون تتعدد الأطعمة التي نتناولها ولعل أهم هذه الأطعمة وأكثرها انتشارا “ الكربوهيدرات “ أو السكريات إن جاز التعبير فهي المكون الرئيسي لكثير من المواد التي نتناولها بدءا من الأرز والمعكرونة “ المكرونة “ مرورا بالبطاطس والحلوى الشرقية وانتهاءا بشوكولاته جلاكسي التي أعشقها حتى النخاع.  

أنيميا نقص الحديد

 الأنيميا Anemia باللاتينية تعني فَقر الدم وهي حالة تتميز بنقص عدد خلايا الدم الحمراء أو نقص ما تحتويه من هيموجلوبين ، والوظيفة الأولى لكريات الدم الحمراء - المكون الرئيسي للدم - هي حَمل الأكسجين ونقله إلى كافة أنسجة الجسم وأعضائة ، وبالتالي فحينما ينقص عدد خلايا الدم الحمراء تنقص تِباعاً كمية الأكسجين الواصلة إلى المخ و القلب وباقى أعضاء الجسم البشري ، وللعلم فهناك أنواع عديدة من الأنيميا منها ما يعرف بـ " أنيميا نقص الحديد " وهي موضوع مقالنا اليوم.

تخلصي من آلام الحيض

مع كل شهر ، يستعد الرحم لاستقبال ( جنين ) جديد ، فيتزين ويتجمل ، ويبدأ في إنشاء طبقة سميكة من الأوعية الدموية الدقيقة ؛ يغطي بها نفسه من الداخل لتشكل وسادة ناعمة تحتوي الجنين الصغير في رفق وحنان فترعاه وتغذيه، تسمى تلك الطبقة ببطانة الرحم .