التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رحلة البحث عن السعادة

لِم لَم نعد نشعر بالسعادة ؟

لم تغدو الساعة في قرب حبيبك دقيقة ؟

ولم تمضي الأوقات الجميلة بسرعة ؟

شغلت هذه الظاهرة المختصين وكتب عنها عالم النفس الإنجليزي "مايكل إيزينك" فيما عرّفه بعد ذلك بـ "أُلفة السعادة" أو "تكيُّف اللذة" (Hedonic Adaptation or Hedonic Treadmill).

مشهد من فيلم "البحث عن السعادة"


ولكي نفهم هذا المصطلح علينا بداية أن نستوعب ما يسمى ب "دورة السعادة".

1- يحدث مؤثر ما ( الحصول على وظيفة - مولود جديد - سيارة جديدة - الارتباط بفتاة أحلامك ... إلخ).

2- هذا المؤثر يشعرنا بالإنجاز Sense of Achievement

3- يفرز الجسم حينها هرمون الدوبامين والذي نشعر بسببه بالسعادة ، فتلك اللحظة التي يتحول فيها الحلم إلى حقيقة والأمنية إلى واقع هي ذات اللحظة التي نشعر فيها بالإنجاز وهي اللحظة التي نكون فيها في قمة "منحنى السعادة".

4- مع مرور الوقت "نعتاد" على الواقع الجديد -فالذي كان بالأمس "إنجازا" صار اليوم مجرد "عادة"- وخلال هذه الفترة "يعتاد" جسدنا جرعة الدوبامين المفرزة ، فيقل تأثيرها تدريجيا على الدماغ فيقل احساسنا بالسعادة.

5- نحتاج حينها إلى مؤثر جديد (إنجاز جديد) لنعود إلى النقطة (1) فتبدأ الدورة من جديد.

يعتمد الأمر أيضا على مدى ثقافتنا ومدى وعينا بالأشياء التي لو حققناها لشعرنا بالإنجاز، فـ"عمرو" الذي يقطن في شقة (بالأجرة) في منطقة بسيطة يحلم بأن (يتملك) شقة ، أما صديقه "كريم" والذي يتملك شقة بالفعل -في ذات المنطقة المتواضعة- يرجو ان ينتقل إلى أخرى في مكان أرقى وأجمل.
إذن ما المفيد إن طلبت من "كريم" أن يرضى بالأمر الواقع ؟
ما المفيد إن ظللت أذكره دائما أن حاله افضل من صاحبه !


الوصول إلى السعادة إذن ماهو إلى "محفز" في حد ذاته لمزيد من الإنتاج ، لمزيد من تحقيق الانتصارات ، واعتياد "الأنجاز الجديد" ما هو إلا محفز آخر للوصول إلى إنجاز جديد "آخر" للوصول إلى السعادة ... وهكذا.


إن المرجعية لديهما في "تحقيق السعادة" مختلفة في الأساس ، ورغم ذلك وبعدما يحقق كل منهما مراده ، سيعتاد كلاهما الواقع الجديد ، ويشرعان في "حلم" جديد للوصول إلى السعادة ؛ وقس على ذلك كل شئ ...


الأمر أشبه إذا بقطعة الحلوى التي تعد بها طفلك إن قام بالواجب المدرسي ، فقطعة الحلوى هي ذلك المحفز الذي سيشعره بالإنجاز ويعينه على القيام بهذه المَهمَّة المملة. 


-

محمد صفيان
-
المصادر:

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنيميا نقص الحديد

 الأنيميا Anemia باللاتينية تعني فَقر الدم وهي حالة تتميز بنقص عدد خلايا الدم الحمراء أو نقص ما تحتويه من هيموجلوبين ، والوظيفة الأولى لكريات الدم الحمراء - المكون الرئيسي للدم - هي حَمل الأكسجين ونقله إلى كافة أنسجة الجسم وأعضائة ، وبالتالي فحينما ينقص عدد خلايا الدم الحمراء تنقص تِباعاً كمية الأكسجين الواصلة إلى المخ و القلب وباقى أعضاء الجسم البشري ، وللعلم فهناك أنواع عديدة من الأنيميا منها ما يعرف بـ " أنيميا نقص الحديد " وهي موضوع مقالنا اليوم.

أ ، ب سكر ـ الجزء الأول

مابين الكربوهيدرات والبروتين والدهون تتعدد الأطعمة التي نتناولها ولعل أهم هذه الأطعمة وأكثرها انتشارا “ الكربوهيدرات “ أو السكريات إن جاز التعبير فهي المكون الرئيسي لكثير من المواد التي نتناولها بدءا من الأرز والمعكرونة “ المكرونة “ مرورا بالبطاطس والحلوى الشرقية وانتهاءا بشوكولاته جلاكسي التي أعشقها حتى النخاع.  

تُرانا هل نستطيع ؟

ما رأيك حينما تتابع برنامجا طبيا على احدى القنوات العربية ؟ والآن ماهو شعورك إن تابعت برنامج The Doctors على قناة mbc4 ومارأيك حينما تتابع فقرة دكتور أوز في برنامج أوبرا الشهير .(بإمكانك الضغط على أسماء البرامج لتتعرف إليها إن لم تكن من متابعيها ) اعتدنا في عالمنا العربي أن نقدم المعلومة الطبية بشكل جامد جاف يبعث كل من يشاهد أو يستمع أن ينفر من هيئة التقديم ، لاأتحدث هنا عن المحتوى – فلا جدال أنه قوي _ بل أتحدث عن طريقة العرض والتقديم ، طبيب يجلس جوار احدى المذيعات يتلقون اتصالات من الناس وبضعة نصائح ليس إلا . اعتدنا أيضا أن الطبيب دائما وظيفته “ انقاذ ما يمكن انقاذه “ لا أنه من الطبيعي أن تزور طبيبك بين فترة وأخرى للإطمئنان على صحتك العامة . لهذا تحديدا أردت أن أنشئ هذه المدونة لتعرض جانبا يسميه البعض “ الطب الوقائي “ ، إلا أني أريد أن أعرض عليك هذا الطب من منظور جديد .. طريقة جديدة .. يملؤها التشويق وتحيطها الإثارة .. طريقة تدفعك لمتابعة لذيذة لكل ما يتم عرضه وتناوله من علوم . أعلم أن الطريق صعب .. وأن الإبداع والتميز قد يظنه البعض من المستحيل ، غير أني أريد أن أتحلى بال...