التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أ ، ب سكر ـ الجزء الثالث

في التدوينة السابقة تعرفنا على الأنماط المختلفة  لمرض السكر وتعرضنا أيضا للأعراض التي قد تظهر عند الإصابة ، إلا أن السؤال الذي قد يدور بخلد أحدهم يقول لماذا تظهر هذه الأعراض؟ لماذا أشعر بالعطش وينتابني الإعياء ؟ في هذه التدوينة أحاول أن أجيب عن هذا السؤال : ما الصلة بين ارتفاع السكر في الدم وظهور أعراض المرض ؟

 سؤال




لماذا يرتفع السكر في الدم ؟


رغم اختلاف أنماط الإصابة بالسكر يظل هناك أحد احتمالين لسبب الإصابة :
  1. إما أن الجسم لا ينتج الكمية المناسبة من هرمون الإنسولين .
  2. أو أن الإنسولين ينتج بكمية مناسبة إلا أن الخلايا لا تستجيب له فيما يعرف بـ ” حالة مقاومة الإنسولين “ .
سواء كان الاحتمال الأول أو الثاني فالنتيجة واحدة .. لن يدخل السكر الذي تناولناه ، والذي يسبح الآن في الدم .. لن يدخل إلى خلايا الجسم وأنسجته ، لن تفتح البوابات لدخول الزائر الكريم ( السكر ) لأن المفتاح ( الإنسولين ) قد فقد بالفعل أو لأن القفل قد تم تغييره . و برغم من تناولنا لوجباتنا المعتادة إلا أن الخلايا لم تتناول وجبتها بعد ،  نتيجة لذلك تظل الخلايا في حالة من التضور والجوع ويظن الجسد حينها أننا نمر  بحالة من نقص الغذاء ، يظن حقا أننا نمر بحالة أشبه بالمجاعة ( Starvation State ) .
لن يقف الجسد مكتوف الأيدي أمام خلاياه الجائعة فيشرع في أفراز هرمون “ الجلوكاجون “ الذي يشرع في تحفيز الكبد لإطلاق مخزونه من سكر الجلوكوز ، وتحفيز الكلى لصناعة وحدات جديدة من السكر أملا في أن تمتصها الخلايا الجائعة  .
جسمنا لايعلم أن المشكلة ليست نقص السكر في الدم ، وإنما الإشكال الحقيقي في كون بوابات الخلايا صارت لا تفتح من الأساس وعليه يتضاعف ارتفاع السكر في الدم .


لماذا تزداد الحاجة للتبول ؟


زيادة الحاجة للتبول

في الوضع الطبيعي ، يقوم الجهاز البولي ( الكلى تحديدا ) بتنقية الدم من السموم التي قد تعلق به ، فيتم تجميعها على عدة مراحل ثم تخفيفها إضافة الماء إليها استعدادا للتخلص منها على هيئة بول .
أثناء هذه التنقية تنقى أيضا بعض المواد المفيدة للجسم ( مثل سكر الجلوكوز ) وتكتشف الكلى أنها على وشك التخلص من احدى المواد الهامة فتشرع بالقيام بعملية إضافية لنقل السكر إلى الدم فيما يعرف باسم ( إعادة الامتصاص ) . في حالة الجسد المصاب بالسكر ، تتضاعف نسبة وجود السكر في الدم ، فيتضاعف السكر الذاهب إلى الكلى ساحبا معه كمية مهولة من المياه ، ومع كثرة وحدات السكر لا تتمكن الكلى من إعادة الامتصاص ،فتتخلص من السكر والماء بكميات وفيرة ، فنشعر بحاجتنا المتكررة للتبول .


لماذا نشعر بالعطش ؟


الشعور الدائم بالعطش


دعني أسألك : كيف تشعر حينما تتناول قطعة مركزة من الحلوى ؟ أظن أنك ستشعر بعدها بحاجتك للمياه .
  • مع زيادة نسبة السكر في الدم تستثار خلايا المخ .. فتشرعك بأن جسمك بحاجة للماء لزيادة محتواه من السكريات .
  • أيضا مع كثرة الحاجة لتبول يزيد فقد الجسم للماء ، فتزيد الحاجة لتناول كمية جديدة ، فنشعر بالعطش .
لماذا أشعر بالجوع ؟


لاتوجد دراسة واضحة تثبت العلاقة بين الإصابة بالسكر والشعور الدائم بالجوع ، إلا بعض الأبحاث تقول أن نقص الإنسولين وارتفاع الجلوكاجون قد يكون السبب .


لماذا أشعر بالإعياء ؟


الشعور بالإعياء

نشعر بالإعياء لأنه وبالرغم من أننا نتناول وجباتنا المعتاده إلى أن محتوى هذه الوجبات لم يصل بالفعل إلى الخلايا فتظل دائما في حالة من الجوع ونقص الطاقة ، حالة عامة من الارهاق تصيب كل خلايا الجسم فنشعر بدورنا بهذا الإعياء .


الخدر” التنميل “ ؟


زيادة السكر في الدم تقلل من كفاءة الدورة الدموية وتقلل من سرعة وصول الدم إلى أنسجة الجسم وخلاياه فنشعر بعدة أعراض منها : الخدر واضرابات الرؤية وبطء التئام الجروح .
لحسن الحظ فإن هذه الأعراض لن تشعر بها إذا تم تشخيص المرض منذ مبكرا ، وإن تمت السيطرة على نسبة السكر في الدم باتباع نظام غذائي سليم وممارسة بعض الرياضة وتناول العقاقير الطبية اللازمة وهو موضوع التدوينة القادمة بعون الله .




*[مصدر الصور: فليكر ]

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنيميا نقص الحديد

 الأنيميا Anemia باللاتينية تعني فَقر الدم وهي حالة تتميز بنقص عدد خلايا الدم الحمراء أو نقص ما تحتويه من هيموجلوبين ، والوظيفة الأولى لكريات الدم الحمراء - المكون الرئيسي للدم - هي حَمل الأكسجين ونقله إلى كافة أنسجة الجسم وأعضائة ، وبالتالي فحينما ينقص عدد خلايا الدم الحمراء تنقص تِباعاً كمية الأكسجين الواصلة إلى المخ و القلب وباقى أعضاء الجسم البشري ، وللعلم فهناك أنواع عديدة من الأنيميا منها ما يعرف بـ " أنيميا نقص الحديد " وهي موضوع مقالنا اليوم.

أ ، ب سكر ـ الجزء الأول

مابين الكربوهيدرات والبروتين والدهون تتعدد الأطعمة التي نتناولها ولعل أهم هذه الأطعمة وأكثرها انتشارا “ الكربوهيدرات “ أو السكريات إن جاز التعبير فهي المكون الرئيسي لكثير من المواد التي نتناولها بدءا من الأرز والمعكرونة “ المكرونة “ مرورا بالبطاطس والحلوى الشرقية وانتهاءا بشوكولاته جلاكسي التي أعشقها حتى النخاع.  

تحقيقات: ( هومو ناليدي )..نوع منقرض من أسلاف البشر تم اكتشافه حديثا ، قد يغير وجه التاريخ !

في مطلع الشهر الحالي ( سبتمبر/أيلول ، 2015 ) تم الكشف عن نوع منقرض من السلالة البشرية يسمى بـ ( هومو ناليدي ) ، والذي اكتشفت عظامه في أحد كهوف دولة جنوب إفريقيا  وقدر أنه عاش منذ ما يقرب من الـ 2 مليون سنة . تكمن أهمية هذا الإكتشاف في أن ( هومو ناليدي ) يجمع بين صفات القردة وصفات الإنسان الحديث مما يفتح أبوابا عديدة من التساؤلات حول أبعاد نظرية التطور وكيف كان أجدادنا وكيف تغيرت صفاتهم وتطورت عبر ملايين السنين حتى نصل إلى ما نحن عليه الآن كبشر !