التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الفتاة ذات الأربع سيقان !

قبل أسبوع من بلوغ ذكرى ميلادها الـ 60 ، أَسلمت امرأة عجوز روحها إلى بارئها ، حيث وافتها المنية في الأول من مايو عام 1928 .

وبعدما وارى جثمانها الثرى انتظر الزوج جوار قبر زوجته ما يقرب من الساعتين لأجل ان يملأ قبرها بطبقة غليظة من الخرسانة تمنع الطامعين - وهم وقتها كُثر- من الوصول إلى الجثمان وسرقته.

ولكن ما الثمين في جثة هامده أكلها الدهر وطحنتها أيامه ؟!

كوبلن


الأمر وما فيه أن تلك النائمة تحت طبقات الإسمنت كانت السيدة جوزفين ميرتل كوربن ، الشهيرة بـ فتاة تكساس "ذات السيقان الأربع".

ولدت جوزفين في الولايات المتحدة عام 1868 بحالة طبية شديدة الندرة تسمى "ازدواج الحوض" أو "dipygus deformity" ، كان جسدها مثاليا من الرأس حتى منتصف البطن والتي يظهر من بعدها حوضان متماثلان وأربع سيقان !

نتجت هذه الحالة من خلل أثناء التكوين الجنيني "داخل الرحم" أدى إلى انفصال الخلايا المنشئة لعظام الحوض ما أدى إلى نشوء حوضين كاملين منفصلين.

كانت الساقان الوسطتان في حالة ضمور جزئي رغم ذلك كانتا تتحركان بخفة وسلاسة ،  وبين كل زوج من السيقان جهاز تناسلي كامل ، مبيضان على كل ناحية ورحمان يعمل كل منهما بإنفصال تام عن أخيه عدى أوقات العادة الشهرية ، كانت تمتلك زوجا من الأمعاء وفتحتين للإخراج تعمل كل منها بمعزل عن الأخرى ففي الوقت الذي تعاني فيه أمعاؤها اليسرى من الإسهال كانت اليمنى تشكو من الإمساك !

في عمر الـ 19 تزوجت كوربن من جيمس بكنل بعد أن جمعهما الحب وأنجبت 5 أطفال .
رحلت جوسفين عن عالمنا في صيف 1928 لتكون أول حالة مصابة بازدواج الحوض يرصدها الأطباء.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنيميا نقص الحديد

 الأنيميا Anemia باللاتينية تعني فَقر الدم وهي حالة تتميز بنقص عدد خلايا الدم الحمراء أو نقص ما تحتويه من هيموجلوبين ، والوظيفة الأولى لكريات الدم الحمراء - المكون الرئيسي للدم - هي حَمل الأكسجين ونقله إلى كافة أنسجة الجسم وأعضائة ، وبالتالي فحينما ينقص عدد خلايا الدم الحمراء تنقص تِباعاً كمية الأكسجين الواصلة إلى المخ و القلب وباقى أعضاء الجسم البشري ، وللعلم فهناك أنواع عديدة من الأنيميا منها ما يعرف بـ " أنيميا نقص الحديد " وهي موضوع مقالنا اليوم.

أ ، ب سكر ـ الجزء الأول

مابين الكربوهيدرات والبروتين والدهون تتعدد الأطعمة التي نتناولها ولعل أهم هذه الأطعمة وأكثرها انتشارا “ الكربوهيدرات “ أو السكريات إن جاز التعبير فهي المكون الرئيسي لكثير من المواد التي نتناولها بدءا من الأرز والمعكرونة “ المكرونة “ مرورا بالبطاطس والحلوى الشرقية وانتهاءا بشوكولاته جلاكسي التي أعشقها حتى النخاع.  

تُرانا هل نستطيع ؟

ما رأيك حينما تتابع برنامجا طبيا على احدى القنوات العربية ؟ والآن ماهو شعورك إن تابعت برنامج The Doctors على قناة mbc4 ومارأيك حينما تتابع فقرة دكتور أوز في برنامج أوبرا الشهير .(بإمكانك الضغط على أسماء البرامج لتتعرف إليها إن لم تكن من متابعيها ) اعتدنا في عالمنا العربي أن نقدم المعلومة الطبية بشكل جامد جاف يبعث كل من يشاهد أو يستمع أن ينفر من هيئة التقديم ، لاأتحدث هنا عن المحتوى – فلا جدال أنه قوي _ بل أتحدث عن طريقة العرض والتقديم ، طبيب يجلس جوار احدى المذيعات يتلقون اتصالات من الناس وبضعة نصائح ليس إلا . اعتدنا أيضا أن الطبيب دائما وظيفته “ انقاذ ما يمكن انقاذه “ لا أنه من الطبيعي أن تزور طبيبك بين فترة وأخرى للإطمئنان على صحتك العامة . لهذا تحديدا أردت أن أنشئ هذه المدونة لتعرض جانبا يسميه البعض “ الطب الوقائي “ ، إلا أني أريد أن أعرض عليك هذا الطب من منظور جديد .. طريقة جديدة .. يملؤها التشويق وتحيطها الإثارة .. طريقة تدفعك لمتابعة لذيذة لكل ما يتم عرضه وتناوله من علوم . أعلم أن الطريق صعب .. وأن الإبداع والتميز قد يظنه البعض من المستحيل ، غير أني أريد أن أتحلى بال...